أشاد معالي الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني، وزير الخارجية، بالكلمة الرئيسية التي ألقاها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، خلال افتتاح الدورة التاسعة عشرة لحوار المنامة أمس.
وأشاد الوزير بجهود صاحب السمو الملكي في توضيح موقف مملكة البحرين المبدئي والثابت تجاه الوضع المأساوي في غزة. وأدان صاحب السمو الملكي قتل المدنيين الأبرياء، ودعا إلى وقف التصعيد، وحث على توفير المساعدة الإنسانية العاجلة والخدمات الأساسية، ودعا إلى إطلاق سراح المدنيين الأبرياء المحتجزين كرهائن، وشدد على ضرورة بذل الجهود التعاونية لإنهاء الحرب المستمرة.
وأضاف وزير الخارجية أن ولي العهد ورئيس الوزراء صرحا صراحة بأن حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي يتطلب حل الدولتين. وينبغي أن يعترف هذا الحل ويحقق تطلعات الشعب الفلسطيني إلى دولة قابلة للحياة وآمنة ومستقلة حيث يمكنهم تطوير حياتهم الاجتماعية والاقتصادية. بالإضافة إلى ذلك، هناك حاجة إلى الاعتراف بمخاوف إسرائيل الأمنية لضمان الأمن الإقليمي، حيث أن غياب هذا الاعتراف قد يترك المنطقة على حافة الصراع وعدم الاستقرار.
جاء ذلك خلال كلمته في الجلسة العامة الثانية التي جاءت تحت عنوان "إبحار المنافسة العالمية" ضمن مؤتمر حوار المنامة التاسع عشر الذي ينظمه المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية بالتعاون مع وزارة الخارجية.
وفي معرض تسليط الضوء على الخلفية التاريخية للمنافسة الدولية في منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط، أكد وزير الخارجية على الصراعات المستمرة في المنطقة الناتجة عن الاستراتيجيات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية التي تستخدمها دول داخل وخارج الشرق الأوسط. وأشار إلى أن هذا التنافس أدى إلى صراعات مستمرة وعدم استقرار ومعاناة إنسانية وحرمان دول وشعوب المنطقة من الفرص لتحقيق إمكاناتها الكاملة.
وشدد الوزير على حاجة العالم إلى إطار من المبادئ والقيم المشتركة لتوجيه أعمال جميع الأطراف المعنية. تؤمن البحرين بأهمية الاحترام المتبادل والحوار والتسامح، وهي أمور ضرورية لإدارة المنافسة العالمية وتعزيز السلام والاستقرار والازدهار في المنطقة وخارجها.
وأعرب الدكتور الزياني عن ثقته في إمكانية إعادة التوجيه الإيجابي للمنافسة في المنطقة وخارجها من خلال تعزيز هذه القيم والمبادئ والدفاع عنها عالمياً. ويوضح هذا النهج أهميتها لجميع الدول والمجتمعات والشعوب باعتبارها فرصة للتعاون والمنفعة المتبادلة والحلول المشتركة.
وأقر وزير الخارجية بالتحديات العميقة الجذور والمعقدة في الشرق الأوسط، مشددا على ضرورة معالجة المواضيع والقضايا الرئيسية من أجل مستقبل أفضل. ومن أهم هذه الأمور إيجاد حل دائم للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مع دعوة عاجلة لوقف التصعيد في قطاع غزة، وحماية المدنيين، ووقف إطلاق النار، وتسهيل عمليات الإغاثة الإنسانية.
وشدد على ضرورة الاعتراف بحقوق وتطلعات الشعب الفلسطيني في إقامة دولة مستقلة وآمنة وقابلة للحياة إلى جانب دولة إسرائيل. وحذر الزياني من أنه بدون حل القضية الفلسطينية فإن المنطقة ستظل عرضة للصراع وعدم الاستقرار.
وشدد وزير الخارجية أيضًا على أهمية معالجة وجود الجهات الفاعلة العنيفة من غير الدول والجماعات الوكيلة في المنطقة، داعيًا إلى نزع سلاحها لتعزيز سيادة القانون، وتعزيز مؤسسات الدولة، وإقامة حكم شامل من أجل بيئة أكثر استقرارًا وأمانًا. .
وشدد على أهمية الترابط بين دول المنطقة في تحقيق شرق أوسط مستقر وآمن من خلال التكامل الاقتصادي والمشاريع المشتركة والتوسع التجاري والتعاون عبر الحدود. وأوضح الدكتور الزياني أن مثل هذا الاعتماد المتبادل من شأنه أن يسمح لشعوب المنطقة بالاستفادة من الموارد والخبرات والفرص المشتركة، مما يساهم في الرخاء الشامل والتعايش السلمي وحل النزاعات.